تقديم عام لمجزوءة الإنسان
إن الإنسان كائن متعدد الأبعاد، إلا أننا سنركز على بعدين رئيسيين: بعد
طبيعي وبعد ثقافي، وما سنتطرق إليه في هذه المجزوءة له علاقة بهذين البعدين وبأوجه
التداخل بينهما.
إن الفلسفة منذ بداياتها الأولى اهتمت بموضوع الإنسان بل يمكن اعتبار
السؤال: ما الإنسان؟ سؤالا مركزيا في مجال التفكير الفلسفي بحيث تتفرع عنه كل
الأسئلة والإشكالات الأخرى. هكذا فمنذ العصر اليوناني القديم قال سقراط : "
يا أيها الإنسان اعرف نفسك بنفسك "، وقد قدمت عدة تعريفات للإنسان؛ فقال أرسطو " إن الإنسان حيوان
ناطق أو أنه حيوان سياسي " وقال
شوبنهاور " إن الإنسان حيوان ميتافيزيقي"، كما قال إرنست كاسيرر Ernest Kassirer : "إن الإنسان حيوان
رامز" ،
كما نجد تعريفات أخرى للإنسان دون أن نعثر على تعريف جامع مانع لمفهوم الإنسان.
سنتناول في مجزوءة الإنسان بعض الخصائص الأساسية التي تميز الإنسان عن باقي
الكائنات الأخرى، وأهم سمة تميزه هي سمة الوعي؛ فقد اعتبرت الفلسفة منذ القدم بأن الوعي هو الخاصية
الجوهرية التي تميز الإنسان عن باقي الأشياء والكائنات الأخرى. فالوعي يصاحب كل
أفعال الإنسان وأفكاره، وهذا ما يسمى بالوعي التلقائي. كما يرتبط الوعي بالشعور
وبمجموع الأحاسيس التي تجري داخل الذات، وهذا ما يسمى بالوعي السيكولوجي. كما أن
الوعي يتمظهر على مستوى الحياة العملية، فنتحدث عن وعي أخلاقي أو وعي سياسي مثلا.
فللوعي عدة أشكال ومظاهر، غير أن الدراسات الفلسفية والنفسية وضعت الوعي موضع
استشكال ونقد، واعتبرته غطاءا خارجيا لا يمثل سوى سطح الذات أو الجهاز النفسي،
بينما يمثل اللاوعي الجزء العميق من الذات.
فما هو
الوعي؟ وما علاقته باللاوعي؟ ومن منهما يتحكم أكثر في أفعال الإنسان وأفكاره؟ وهل
يقدم لنا الوعي صورة حقيقية عن أنفسنا وعن الواقع؟
كما يعتبر الإنسان حيوانا
راغبا؛ ذلك أن له حاجات بيولوجية غريزية مثله مثل الحيوانات الأخرى، لكنه يتميز
عنها بالرغبة لأنه يسعى إلى تحقيق حاجاته بأشكال وفي أوقات مختلفة، وبحسب ما يريد.
وهذا يعنى أن الرغبة لها علاقة وطيدة بالإرادة
والعقل . فكيف تتحدد هذه العلاقة؟ وهل يمكن الوعي بالرغبة ومعرفة الدوافع الحقيقية
لها ؟
كما أن هناك غموض كثيف يكتنف الرغبة، فهي ترتبط
بالأبعاد الأساسية للإنسان؛ بجسده، وانفعالاته الوجدانية، وإرادته العاقلة. هكذا
فللإنسان رغبات وجدانية واجتماعية وجمالية وغيرها .
من هنا تحتل الرغبة مكانة
هامة في حياة الإنسان، وتتجلى في مختلف مظاهر وأنماط عيشه. والغاية الأساسية من
مختلف رغبات الإنسان هي تحقيق اللذة والراحة والبهجة. فما علاقة الرغبة بالسعادة؟
وهل يمكن للإنسان أن يكون سعيدا بدون إرضاء جميع رغباته؟
والإنسان أيضا كائن اجتماعي بطبعه،
فهو يميل إلى العيش مع الآخرين وفقا لمبادئ وقوانين وتشريعات، فما هو أساس
الاجتماع البشري؟ و كيف تتحدد علاقة الفرد بالمجتمع؟ وكيف ينبغي أن تمارس السلطة
داخل المجتمع؟
أولا: مفهوم الوعي واللاوعي
تأطير إشكالي للمفهوم:
يشكل الوعي سمة أساسية لوجود الإنسان، وخاصية مهمة لتحديد
ماهيته وتمييزه عن باقي الكائنات، فالوعي وسيط ضروري بين الانسان وذاته وبين
الانسان والآخر وبين الانسان والعالم، أي
هو مجموع العمليات العقلية والنفسية التي تسمح له بفهم ذاته و فهم الغير، وفهم
والعالم من حوله، ووسيلة لإنتاج المعرفة واكتشاف الحقيقة واستيعاب الواقع والسيطرة
على العالم وتحويله لصالحه...كل هذا يجعل من مفهوم الوعي واحدا من المفاهيم
الأساسية التي قامت عليها الفلسفة الحديثة في القرن 17 إلى حدود منتصف القرن 19،
حيث قامت اتجاهات فلسفية معاصرة بوضع الوعي موضع شك وتساؤل من خلال توسيع دائرة
الوعي ليشمل اللاوعي وإبراز التداخل بينهما في الذات الإنسانية: من هنا نتساءل: ما علاقة الوعي باللاوعي؟ وأيهما
يحكم الذات الانسانية، الوعي أم اللاوعي؟ هل يمكن الاكتفاء بالوعي لفهم ذواتنا أم
أنه لابد من الانفتاح على اللاوعي واللاشعور؟ هل الوعي هو أساس حياتنا الواقعية
والاجتماعية أم أن الوهم هو الأصل؟
تأطير إشكالي للمحور:
لقد اهتمت الفلسفة منذ بداياتها الأولى، لاسيما مع سقراط فيلسوف
أثينا الأول، الإجابة عن سؤال مركزي يتمثل في تحديد ماهية الإنسان، وكانت إحدى الإجابات
التي تم اقتراحها طيلة مدة طويلة من قبل الفلاسفة أن الإنسان كائن واع، غير أن هذا
التحديد ليس بالبديهي والمطلق، لذلك، حاول البحث الفلسفي أن يوجه سهام النقد
والتساؤل لهاته الخاصية الجوهرية التي هي الوعي، فكان من بين ما تم البحث فيه هو
أساس الوعي، أي أساس وعي الذات لذاتها أولا، وللعالم الخارجي ثانيا، وخاصة إن كان
الوعي مرتبطا بالفكر المجرد أم بالشعور الحسي، أم بالذاكرة أم
بما هو عصبي فيزيولوجي. هذه الإشكالات هي ما
سنحاول الإجابة عنها في هذا المحور، فهل يرتبط الوعي بما هو عقلي مجرد أم بالإدراك
الحسي أم بالذاكرة أم ان الوعي يرتبطا أساسا بما هو عصبي فيزيولوجي؟
الاشتغال على نص أوليفر ساكس:
إشكال النص:
كيف يحصل وعينا بأشياء الواقع؟ وكيف تتحدد العلاقة بين الإدراك
الحسي والتصور؟
أطروحة النص:
البنية المفاهيمية
*الزمن: هو مجموع اللحظات المتتابعة، والتي ينجز فيها
الإنسان أفعاله ومختلف أنشطة وعيه.
*الإدراك الحسي: هو
التعرف على أشياء الواقع بواسطة الحواس مباشرة مع ترجمة ذلك إلى أفكار وصور ذهنية.
*الوعي: هو
مجموع الأفكار والذكريات والمشاعر التي توجد داخل ذات الإنسان.
*العلاقة بين مفهومي الزمن والإدراك الحسي: إن إدراكاتنا الحسية تمتد في
الزمن، أي أننا ندرك الأشياء في لحظات مختلفة ومتعاقبة في الزمن، ولا يمكن لمثل
هذا الإدراك أن يحدث إلا في الزمن.
*العلاقة بين مفهومي الوعي والزمن: مثلما أننا لا ندرك الأشياء إلا
في زمن ما، فكذلك وعينا فهو يتم في الحاضر ويمتد في الماضي ليصبح عبارة عن ذاكرة،
وكذلك يتطلع إلى المستقبل. فالزمن إذن هو شرط ضروري لحصول الوعي.
* العقل: حسب
دافيد هيوم هو مجموعة من الإدراكات الحسية، سواء الظاهرة أو الباطنة،
والمتتابعة في الزمن بشكل لا يعرف التوقف. من هنا ارتباط الفكر والوعي بالإحساس
والحواس عند هذا الفيلسوف التجريبي.
*تيار
الوعي: حسب وليام جيمس هو مجموع الأفكار والإدراكات
الحسية المتتابعة بدن انقطاع مثل التيار.
*ميكانيزم: طريقة
اشتغال.
*الوهم الآلي: الوهم
خطأ يصيب الإدراك فيجعل الإنسان لا يدرك سوى مظاهر الأشياء دون حقيقتها الفعلية،
وهو يحدث حسب برجسون داخل الإنسان بطريقة شبيهة بالتصوير السينمائي الذي لا يقدم
لنا الحياة الواقعية كما هي، بل يكتفي بتقديم صور مركبة ومصطنعة عنها.
*السيرورة: هي
سلسلة من الظواهر أو الأحداث أو الإدراكات التي تتكون من حلقات مترابطة ومتتابعة
في إطار وحدة عامة تجمع بينها. وقد اعتبر برجسون الوعي عبارة عن سيرورة لأنه يتكون
من أجزاء (أفكار ومشاعر وإدراكات) متصلة فيما بينها ومتدفقة بشكل لا يعرف التوقف.
*التصور: هو
عمل يتم داخل الذهن، بموجبه يتم الربط بين مجموعة من الإدراكات الحسية وتنظيمها
لمنحها دلالة ومعنى محدد. ومن هنا فالتصور هو نتاج لعمل مشترك بين الحواس والجهاز
العصبي.
*العلاقة بين مفهومي الإداك الحسي والتصور: إن الإدراك الحسي هو نتيجة
لتصورنا؛ أي أننا نمنح لأشياء الواقع دلالات معينة ونكون عنها صورا محددة بحسب
عمليات الربط والتنظيم التي تخضع لها العلاقات بين تلك الأشياء أو الصور الحسية
داخل ذاتنا. من هنا ذهب صاحب النص إلى أننا بمثابة مخرجين للتصورات التي نكونها عن
الأشياء التي ندركها حسيا.
البنية الحجاجية للنص:
*أسلوب الاستشهاد: الاستشهاد
بلويس بورخيس، الذي ذهب إلى أن الإنسان هو الزمن وأن حياته هي عبارة عن مجموعة من
اللحظات الزمنية المترابطة والمتدفقة كالنهر، وقد أراد ساكس أن يؤكد من خلال ذلك
على أن إدراكاتنا الحسية وأفكار وعينا تمتد في الزمن.
*أسلوب الاستدراك والتساؤل: (لكن
هل الزمن..؟)، وهنا يستدرك صاحب النص متسائلا عن ماهية الزمن؛ هل هو معروف
لدينا(كتيار ص) أم أنه عبارة عن لحظات دقيقة ومتسلسلة؟
*أسلوب التشبيه: (مثل
حبات السبحة)؛ تشبيه الزمن بالسبحة، لأنه يتضمن لحظات دقيقة متتابعة مثلما أن
السبحة تحتوي على حبات متتابعة ومتسلسلة. فأوجه الشبه هنا هو التتابع والترابط بين
الأجزاء المكونة سواء للزمن أو للسبحة.
-*- نحن بمثابة مخرجين للأفلام)؛ ومفاده أن كل
واحد منا يعمل على ترتيب الصور الحسية التي تلتقطها الحواس بطريقته الخاصة، لكي
ينتج منها إدراكات وتصورات ذهنية هي التي تصبح مكونة لوعيه ولمختلف لحظات حياته. -
إن الإنسان كائن تاريخي وزمني؛ فلايدرك الأشياء حسيا ولا يحصل له وعي بها إلا في
إطار بعد زمني ما. فإدراكاتنا الحسية وأنشطة وعينا لا تتم في إطار لحظة ثابتة، بل
تحدث في لحظات زمنية لا تعرف التوقف أبدا. من هنا نفهم كيف ذهب لويس بورخيس إلى
القول بأن الإنسان هو الزمن. وإذا كان الإنسان بالدرجة الأولى وعيا، فإن الوعي هو
الزمن؛ أي أن اللحظات الزمنية هي لحظات مؤثثة بأنشطة الوعي التي لا تعرف التوقف..
- اعتبر الفيلسوف الإنجليزي دافيد هيوم، أحد ممثلي النزعة الحسية التجريبية
في القرن 18م، أن ما يسمى بالعقل أو الذات أو الأنا هو فقط عبارة عن مجموعة من
الإدراكات الحسية المتتابعة في الزمن على شكل تيار دائم الحركة. من هنا تعتبر
الحواس شرطا ضروريا لحصول الوعي حسب هيوم.
- الوعي بالنسبة للفيلسوف الامريكي البرجماتي (نسبة إلى النزعة
البرجماتية) هو مجموعة من الأفكار والأنشطة العقلية والإدراكات الحسية المتصلة
فيما بينها بدون وجود فجوات أو انقطاعات بينها. وهذا
ما جعله ينحت مفهوم “تيار الوعي”.
- إن طريقة اشتغال الوعي حسب الفيلسوف الفرنسي برجسون هي شبيهة
بتصوير سينمائي يجري داخل الذات؛ فنحن نلتقط صور من الواقع عن طريق الحواس ثم يعمل
وعينا على تنظيمها في إطار سيرورة تتكون من لحظات مترابطة ومتتابعة ومنتظمة داخل
وحدة تمنحها معنى ودلالة.
- بعد استشهاد صاحب النص بكل من بورخيس وهيوم وبرجسون، قام
بالتساؤل حول مدى وجاهة وحقيقة ما قاله كل من وليام جيمس وهنري برجسون بخصوص
تشبيههما عمل الوعي والإدراك الحسي بالتيار المترابط الأجزاء (جيمس) أو بعملية
التصوير السينمائي. وبالتالي تساءل: إلى أي حد يمكن القول بأن
طريقة اشتغال الدماغ (=نشاط الوعي) شبيهة بطريقة اشتغال آلات التصوير والآلات
العاكسة للضوء؟ وهل فعلا تصبح الصور الحسية المتنوعة والثابتة الملتقطة عن طريق
العين والدماغ صورا متحركة ومترابطة مكونة لوعينا؟
والهدف من هذا التساؤل هو رغبة صاحب النص في الوقوف عند طريقة
اشتغال الوعي، والتعرف على العلاقة الموجودة بينه وبين الإدراك الحسي.
- إننا ندرك الأشياء حسيا ونكون حولها صورا ما بحسب تصورنا لها.
ولهذا فلعمليات التصوير السينمائي التي تحدث داخل الذات دور كبير في تكوين وعينا
بأشياء الواقع؛ أي أن المشاهد الحسية تخضع لعملية تنظيم وتحويل داخل الذات،
بموجبها تتكون لدينا أفكار وذكريات عنها.
*أسلوب الاستشهاد: - الاستشهاد
بالفيلسوف دافيد هيوم من أجل التأكيد على أن الزمن هو عبارة عن لحظات دقيقة
ومتتابعة، وأن العقل هو مجموعة من الإدراكات الحسية التي لا تعرف التوقف.
-: الاستشهاد بالفيلسوف وليام جيمس من أجل
التأكيد على ترابط لحظات الوعي المختلفة.
- الاستشهاد بالفيلسوف هنري برجسون، من أجل تبيان أن اشتغال
الوعي وإنتاج المعرفة شبيه بعملية التصوير السينمائي؛ فمثلما يصور المخرج مشاهد
متنوعة في الواقع ثم يربط بينها فيما بعد لكي تصبح شريطا من الأحداث المتتابعة
والمترابطة بدون انقطاعات، فكذلك يعمل الإنسان على التقاط صور من الواقع عن طريق
الحواس، ثم يعمل على تنظيمها داخل الوعي على شكل سيرورة متتابعة في الزمن.
*أسلوب الاستعارة
(التفكير..عبارة عن تيار): تتجلى من
خلال تشبيه ما هو مجرد (الوعي والتفكير) بما هو محسوس (التيار). وذلك من أجل توضيح
أن مكونات الوعي مترابطة ومتعاقبة بسرعة مثلما هو الأمر بالنسبة للوحدات المكونة
للتيار الكهربائي أو تيار الصوت أو النهر..الخ.:
الاشتغال على نص ديكارت صفحة 12 كتاب منار
الفلسفة:
إشكال النص
:
ما الأنا؟ و ما علاقة الوعي بالإدراك
الحسي؟
أطروحة النص:
الأنا حسب ديكارت هو ذات مفكرة وواعية،
و التفكير عنده هو أساس وجود الأنا؛ فأنا موجود مادمت أفكر، فإذا انقطعت عن
التفكير انقطعت عن الوجود. و الوعي عند ديكارت هو وعي ينكفئ على الذات و يتم
داخلها ولا يحتاج إلى الحواس أو الإدراك الحسي
البنية المفاهيمية:
* التفكير ↔ الوجود: التفكير هو شرط أساسي
يبن شروط وجود الأمثال
* الأنا: هو ذات واعية و مفكرة
* الشك ( le doute ): عند ديكارت هو منهج أو طريقة لبلوغ اليقين. إن الشك هنا هو
التوقف عن إصدار الأحكام قبل فحصها والتأكد من صحتها.
* العلاقات بين مفاهبم: الأنا ، الشك، التفكير،الوجود = أنا أشك في كل شيء، ولكنني لا أستطيع
أن أشك في أنني أشك، ومادام الشك نوع من التفكير فأنا أفكر، وإذا كنت أفكر فأنا
موجود.
أنا موجود ما دمت أفكر، فإذا انقطعت عن
التفكير انقطعت عن الوجود.
البنية الحجاجية:
اعتمد ديكارت على أسلوب السؤال كأسلوب
حجاجي، ويمكن التمييز بين نوعين من السؤال:
* سؤال استشكالي: [
أي شيء أنا ....؟ وما الشيء المفكر؟ ] وهنا يتساءل ديكارت عن طبيعة الأنا.
* سؤال استنكاري: [ لم لا تكون ...؟ ألست
أنا...؟ فهل هناك...؟
]
وهنا يريد ديكارت إثبات ثلاث أفكار
رئيسية
:
1. - للأنا المفكر خصائص لا تنفصل عنه مثل
الشك والفهم والتصور والتخيل.
2. - بالرغم من تعدد خصائص الأنا وأفعال
التفكير الصادرة عنه فإنه يتميز بالوحدة والثبات، أي أنه يظل هو نفسه الذي تصدر
عنه مختلف الأفعال الأخرى.
3. - يثبت ديكارت انه موجود ما دام يفكر، وهو
موجود حتى في حالة النوم أو في الحالة التي يفترض أن هناك من يمارس عليه الخداع
والتضليل.
موقف هيجل: النص ص 14
يتجلى الوعي لدى الإنسان في صورتين:
أ- صورة نظرية: وتتجلى في تفكير الإنسان وتأمله في ذاته أو في العالم الخارجي
من اجل معرفتهما.
ب- صورة عملية: وتتجلى في تدخل الإنسان في العالم الخارجي الطبيعي والعمل على
تحويل مراده من أجل إنتاج منتوجات ثقافية وصناعية.
هكذا فالإنسان يحقق ذاته في الطبيعة عن
طريق الوعي العملي.
- إن الوعي يجعل الإنسان كائنا حرا، إذ يجسد حريته على الطبيعة من خلال الوعي العملي. هكذا يسعى الإنسان من خلال هذا الوعي إلى نزع الغرابة عن الطبيعة عن طريق امتلاكها ومعرفتنا، كما انه يجد متعة عقلية حينما يجد أن ذاته الواعية قد ارتسمت في العالم الخارجي. ولتأكيد هذه المسألة قدم لنا هيجل مثالا لطفل يرمي بالحجارة في بركة ماء فتحدث الحجارة دوائر على صفحة الماء فيعجب الطفل بها، كدلالة على تلك اللذة الفطرية التي يجدها الإنسان حينما يغير شكل الطبيعة ويحولها بحسب غاياته الخاصة.
بعض الأساليب الحجاجية:
المحور2: الوعي واللاوعي
الاشتغال على نص فرويد ص 16 (فرضية اللاشعور)
الاشتغال على نص غوستاف لوبون ص 18
تحلیل نص ألان صفحة
20 الأولى بكالوريا لمقرر منار الفلسفة:
إشكال النص:
مالذي یتحكم في
أفكار الإنسان وسلوكاته الشعور أم اللاشعور؟
أطروحة النص:
یرفض ألان فكرة
فروید القائلة بأن اللاشعور هو الذي یتحكم في الذات، ویقول على العكس من ذلك أن
أفكارنا و سلوكاتنا هي نتائج للوعي، أي لذات فاعلة ومتكلمة.
مفاهیم النص:
العلیة:
هي المبدأ القائل
بأن لكل حادث سبب أدى إلى حدوثه، و جعله على هذه الكیفیة ولیس على كیفیة أخرى. حسب
أرسطو هناك أربع علل ضروریة من أجل إیجاد شیئا ما (مثلا صنع كرسي):
- العلة
الفاعلة: النجار
- العلة
المادیة: الخشب
- العلة
الصوریة: شكل الكرسي
- العلة
الغائیة: الجلوس
الرمزیة:
هي ظهور وقائع
الحلم في شكل رموز وعلامات مخالفة للوقائع الحقیقیة على مستوى الواقع.
الذات الفاعلة:
هي العقل الواعي
المتحكم في أفكار الإنسان وسلوكاته.
حجاج النص:
یعتمد صاحب النص
على أسلوبي السجال ونقد مفهوم اللاشعور كما قدمه علم النفس الفرویدي:
صعوبة فهم وتحدید
اللاشعوري .
- لفظ اللاشعور
هو من نسج خیال فروید، إنه شخصیة أسطوریة.
- لا یمكن القول
بأن الغریزة لاشعوریة، والسبب هو أنه لا یوجد أمامها شعور حیواني تتمظهر من
خلاله، وهذا یعني أن كل وعي أو شعور هو عقلي ومفكر فیه من قبل العقل الواعي.
- اعتبر ألان أن
علامات الأحلام عادیة ویمكن تفسیرها انطلاقا من نظام رمزي سهل، وهذا بخلاف
فروید الذي یذهب إلى أن الأحلام ذات رمزیة ملتویة ومعقدة.
- یرفض ألان أن
یكون اللاشعور أنا آخر، بل إن كل أفكارنا وسلوكاتنا هي نتاج لإرادة صادرة عن
الذات الواعیة الفاعلة والمتحكمة.
خلاصة تركيبية لمحور الوعي واللاوعي:
لقد شكل الوعي في
علاقته باللاوعي إشكالا ومأزقا فلسفيا وسيكولوجيا، وخاصة فيما يتعلق بالأولية
والقوة. وبخصوص تلك الإشكالات نجد أن هناك من يؤكد على أهمية وأولوية وقوة وسلطة
اللاوعي/اللاشعور، نذكر على سبيل المثال لا الحصر عالم النفس سيغموند فرويد. كما
نجد أن هناك من يؤكد على كون الذات هي ذات واحدة غير منشطرة إلى شطرين شعوري
ولاشعوري، وعي ولاوعي. وأن وهذه الذات هي الفاعلة، أي الشخص المتكلم. هذا الموقف
الأخير يؤكده الفيلسوف الفرنسي آلان. وسواء قلنا بأولية الوعي أو بأولوية اللاوعي،
فلهذا الإشكال قيمته، والتي تكمن في دفعنا لمحاولة تفسير السلوك الإنساني، والبحث
في ماهية الأنسان، وأيضا في كون هذا الإشكال يفتحنا على إشكالات أخرى من بينها
إشكال حرية الإنسان، إشكال طبيعة الإنسان، إشكال هوية الإنسان، إضافة إلى إشكال
علاقة الوعي بالواقع والذي يكن أن نعبر عنه بالشكل الآتي: إذن: ما طبيعة العلاقة
بين الوعي و الواقع؟ هل هي علاقة مطابقة
وتماهي أم هي علاقة تزييف وتشويه؟ هل الوعي هو وعي حق بالواقع أم هو وعي
مشوه؟
المحور الثالث:
الايديولوجيا والوهم:
إشكال المحور:
هل يقدم لنا الوعي
صورة حقيقية عن أنفسنا وعن واقعنا ؟ ألا يمكن القول بان الوعي كإيديولوجيا يقدم
لنا صورة وهمية عن الواقع؟
تحليل نص ماركس صفحة
21 للسنة اولى باكالوريا لمقرر منار الفلسفة:
إشكال النص:
تتحدد علاقة
الوعي بالواقع الإجتماعي للناس؟ وهل يعكس هذا الوعي الواقع الحقيقي الفعلي.
أطروحة النص:
يرى ماركس أن هناك علاقة وطيدة بين الوعي كأفكار
وتمثلات وإيديولوجية من جهة، والحياة المادية الاجتماعية من جهة أخرى. ويذهب إلى أن الحياة المادية هي التي تحدد الوعي وليس العكس. غير أن الإيديولوجية في نظره تقلب الواقع ولا تقدم صورة حقيقية عنه.
البنية المفاهيمية:
* الوعي ↔ الواقع
الاجتماعي: ليس الوعي هو
الذي يحدد الوجود الاجتماعي بل إن الوجود الاجتماعي هو الذي يحدد الوعي
* الإيديولوجية: هي مجموعة من
الأفكار والتمثلات التي تعبر عن وعي زائف يقلب الواقع و لا يقدم صورة حقيقية عنه.
الأساليب الحجاجية:
اعتمد صاحب النص على مجموعة من الأساليب الحجاجية
لتقديم أطروحة:
-أسلوب العرض:
إن إنتاج الأفكار...
حيث يقدم لنا أطروحته المتمثلة في القول بأن هناك علاقة وطيدة بين الوعي و
الحياة الواقعية المادية، بحيث أن كل أشكال الوعي من أفكار و تمثلاث دينية
وأخلاقية و ميتافيزيقا…هي تجلي وانعكاس للحياة المادية.
-أسلوب المماثلة: هي شبه بين علاقتين) يدل عليه في
النص المؤشر اللغوي التالي:
(و الأمر مماثل
لذلك...)
وهنا يبرز ماركس أن العلاقة بين الوعي والسلوك
المادي تشبه العلاقة بين الإنتاجات الفكرية، سواء كانت قانونية أو أخلاقية أو
دينية أو غيرها، والسلوك المادي للبشر؛ إذ يعتبر هذا الأخير هو المحدد سواء لأشكال
الوعي المختلفة أو للإنتاجات الفكرية في مجالات الدين والأخلاق والقانون…
-أسلوب المثال:
يقدم لنا ماركس مثال الغرفة السوداء لآلة التصوير،
لكي يوضح لنا أن الناس يبدون مقلوبين في الإيديولوجيا مثلما أن الأشياء تبدو
مقلوبة في الغرفة السوداء لآلة التصوير.
كما يقدم لنا مثال شبكية العين لكي يبين لنا أن
الواقع الإجتماعي المادي ينعكس على مستوى الأفكار الإيدلولوجية مثلما تنعكس
الأشياء على شبكية العين، فالظاهرة الأولى تاريخية وثقافية في حين أن الظاهرة
الثانية بيولوجية وطبيعية.
-أسلوب التأكيد: وحتى الأشباح...
وهنا يؤكد ماركس على أن الثقافة الشعبية بما تخلقه من حكايات وأساطير
وأفكار وهمية هي أيضا ناتجة عن الحياة المادية للناس مثلها مثل الأفكار والتمثلات
الواعية.
تحليل نص ألتوسير صفحة 24 للسنة اولى بكالوريا لمقرر منار الفلسفة:
إشكال النص:
ما هي الإيديولوجيا؟ وهل هي نتاج للوعي أم اللاوعي؟ وهل تعبر الإيديولوجيا
عن العلاقة الحقيقية للناس بظروف عيشهم؟
أطروحة النص:
ينتقد ألتوسير أطروحة ماركس التي تربط الإيديولوجيا
بالوعي، ويعتبرها على العكس من ذلك صورا وموضوعات ثقافية تفرض نفسها على الناس
كبنيات لاواعية. والإيديولوجيا
في نظره لا تعبر عن العلاقة الحقيقية للناس بظروف عيشهم، بل تعبر عن تأويلات
وقراءات فكرية تصور عالما ممكنا ووهميا أكثر مما تصف واقعا فعليا وحقيقيا.
البنية
المفاهيمية:
*الإيديولوجيا: هي بنية جوهرية في تاريخ المجتمعات
البشرية، وهي عبارة عن صور وخيالات تعبر
عن علاقة الناس بعالمهم، وهي في الغالب تقدم صورة
وهمية عن الواقع الحقيقي
للناس.
* البنية: هي نسق يتكون
من مجموعة من العناصر المنظمة التي تدخل فيما بينها وفقا لعلاقات محددة
بحيث تتوقف كل علاقة على باقي العلاقات الأخرى.
* العلاقة بين
مفهومي الإيديولوجيا واللاوعي:
الإيديولوجيا هي بنية لاواعية، إنها صور وخيالات
ناتجة عن عمليات ودوافع لاواعية.
* العلاقة بين
مفهومي الإيديولوجيا والواقع:
هي علاقة لاواعية في جوهرها، فهي علاقة مركبة أو
علاقة من الدرجة الثانية؛ ذلك أن الإيديولوجيا لا تعبر عن العلاقة الحقيقية للناس
بظروف عيشهم، بل تعبر عن تصورات وتخيلات عن هذه العلاقة. ولذلك فالإيديولوجيا تقدم لنا صورة وهمية خيالية تعبر عن رغبة وطموح
الإنسان إلى عالم أفضل أكثر مما تعبر عن واقع حقيقي فعلي.
الأساليب الحجاجية:
اعتمد التوسير في تقديم أطروحته على مجموعة من
الأساليب الحجاجية:
-أسلوب العرض:
يجري القول غادة
وهنا يقدم لنا الأطروحة الفلسفية السابقة عليه،
التي يعتبر ماركس من بين القائلين بها، و التي تربط الإيديولوجيا بالوعي.
-أسلوب الاعتراض: علينا ألا ننخدع...
و هنا يعترض ألتوسير على تلك الأطروحة، ويعتبرها
سجينة للإشكالية المثالية السابقة على ماركس، والتي هي إشكالية تستحضر فقط الوعي
والواقع و تعمل على إقصاء دور اللاوعي في تحديدالأفكاروالممارسات البشرية.
-أسلوب التأكيد:
* المؤشرات
اللغوية الدالة عليه:
- [ ففي حقيقة
الأمر إن الإيديولوجيا...
]
- [ إن
الإيديولوجيا في جوهرها ...
]
- [ إن هذه
التمثلات ...
]
* مضمونه:
- لا ترتبط
الإيديولوجيا بالوعي ارتباطا وثيقا وقويا.
- الإيديولوجيا في جوهرها لاواعية؛ فهي تعبير عن
دوافع وأفكار لاواعية أكثر مما هي تعبيرعن الوعي .
تفرض التمثلات الإيديولوجية نفسها على الناس
انطلاقا من عمليات خفية لاواعية، يجهلون الناس مدلولها
. أسلوبي النفي والتأكيد:
* المؤشراللغوي
الدال عليه: ( فالناس لا
يعبرون ... عن... بل عن ...)
* مضمونه:
لا يعكس الناس في الإيديولوجيا عن الواقع الحقيقي لظروف
عيشهم، بل يعبرون عن تصوراتهم وتخيلاتهم تجاه هذا الواقع.
هكذا تختلط
الصورة الحقيقة للواقع بالصورة الوهمية التي تقدمها الإيديولوجيا، والتي يعبر من
خلالها الناس عن معاناتهم وحنينهم إلى واقع أفضل.
التعريف بصاحب النص :
عبد الله
العروي من مواليد مدينة أزمور(1933) مؤرخ وروائي مغربي معاصر، جمع في فكره
وكتاباته بين التاريخ والفلسفة والاجتماع .
له عدة مؤلفات
أهمها :
- العرب والفكر التاريخي -
اليتيم: رواية- مفهوم الإيديولوجيا- مفهوم الحرية- مفهوم الدولة- ثقافتنا في منظور
التاريخ..
مفردات تحتاج للشرح :
الاستعاضة : هي
أن تجعل في مكان شيئ ما شيئا آخر غيره .
* إشكال النص : ما مفهوم
الاديولوجيا ؟
* أطروحة النص : يرى عبد
العروي أن الايديولوجيا دخيلة على كل اللغات ، وأنها لا تحمل معنىً واضحاً ثابتاً
، بل تختلف حسب موضع الاستعمال و المُستَعمِل ، وأن فكرها المتشبع بالذاتية يتعارض
مع الفكر الموضوعي الخاضع للمحيط الخارجي والمتشبع بقوانينه .
* استنتاج:
ماعلاقة الوعي
بالوجود الاجتماعي ؟؟
وكيف يمكن
للوعي أن يٌزيّف وأن يحل محله وهْم يبتعد كل البعد عن الحقيقة ؟؟؟
وهل يستطيع
الاإنسان العيش بدون إيديولوجيا ؟؟؟
وكيف يصبح
الإنسان مدافعا عن الأوهام ومصدقا لها ؟؟؟
إشكالات حاول هذا
المحور معالجتها والإجابة عنها من خلال أطروحات فلسفية حاول أصحابها ـ كل من جهته
التأكيد على صحتها .
هكذا وفي معرض
تناوله لإشكال علاقة الوعي بالوجود الاجتماعي حاول كارل ماركس تفنيد الأطروحة
المثالية التي تدعي بأن الفكر هو الذي يحدد الواقع، وبأن الحياة الاجتماعية ماهي
إلا نتاج للوعي ، ورأى خلافا لذلك أن الحياة هي التي تحدد الوعي وليس العكس ، و أن
مختلف أشكال الوعي ما هي إلا انعكاس لما يجري على مستوى الواقع من علاقات اجتماعية
ومادية ، وأكد أن الإيديولوجيا بشتى أشكالها تنتج عن مجرى الحياة المادية ولا تتبع
أي نمو أو تطور ، ولا تقدم لنا إلا وعيا زائفا وواقعا بعيدا كل البعد عن الحقيقة .
وإذا كان كارل
ماكس قد فند الأطروحات التي تجعل الفكر يسبق الواقع ويعلو عليه ، وجعل كل أشكال
الوعي ترجع إلى الظروف المادية والاجتماعية ، فإن ما يعاب على أطروحته هو أنها
جردت الفكر من كل استقلالية ولو نسبية ، وجعلته مرتبطا ارتباطا كليا بالحياة
المادية ، فأغفلت بذلك الجوانب اللاوعية التي تؤثر في فكر الإنسان وسلوكه .
من هنا جاء
اعتراض لويس ألتوسير على كارل ماكس حيث رأى أن الايديولوجيا لا يربطها بالوعي إلا
رباط واه ، وأنها في جوهرها ترتبط ارتباطا وثيقا باللاوعي ، وأنها لا تعبرعن حقيقة
الواقع وحقيقة العلاقة التي تربط الناس بهذا الواقع وبالظروف التي يعيشونها، بل هي
في نظره تعبر عن آمال وحنين لمجتمع أفضل ، أي تعبر عن أوهام وخيالات لا تمت إلى
الوعي بصلة .
وإذا كان
ألتوسير قد ركز في أطروحته على أهمية الايديولوجيا في تاريخ الشعوب ، واعتبر أن
التمثلات الإيديولوجية تفرض نفسها على الناس انطلاقا من عمليات خفية لاواعية ،
فإنه بالمقابل أغفل دور وأهمية الوعي في تسطير أهداف الايديولوجيا وغاياتها .
ولعل هذا الأمر
من جهة ، وغموض مفهوم الايديولوجيا من جهة أخرى هو ما دفع المفكر المغربي "
عبد الله العروي " إلى اعتبار كلمة (ايديولوجيا) دخيلة على جميع اللغات الحية
، وأنها لا تحمل معنىً واضحاً ثابتاً ، وعلى الرغم من ذلك فالعروي يرى إمكانية
تعريب المصطلح بكلمة (أدلوجة) على وزن أفعولة، وتصريفه وفق قواعد اللغة العربية ،
ولم يفت العروي وهو يسبر أغوار ﻤﻔﻬﻮم اﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ أن يؤكد على تعارض الفكر
الايديولوجي المتشبع بالذاتية مع الفكر الموضوعي الخاضع للمحيط الخارجي والمتشبع
بقوانينه .
********************************************
fuck
ردحذف