مجزوءة الإنسان
مفهوم المجتمع
تقديم:
المحور1: أساس الاجتماع البشري
◄تحليل نص جون
جاك روسو: الصفحة46 (في رحاب الفلسفة) المجتمع تعاقد.
1.إشكال
النص
ما هو أساس المجتمع ؟
هل أساسه اتفاقي تعاقدي أم ضروري طبيعي .
2.
أطروحة النص :
أساس المجتمع تعاقدي؛
إنه اتفاق بين الأفراد حول و ضع قوانين تعبر عن ارادتهم الحرة في التعايش من خلال
العقد الإجتماعي، الذي هو نظام يدبر من خلاله الأفراد شؤونهم العامة من طرف مؤسسات
منتخبة .
3. مفاهيم النص
:
* حالة الطبيعة
: هي حالة مفترضة تتميز بغياب القوانين و المؤسسات و الروابط الإجتماعية بين
الأفراد *
*الحالة المدنية :
هي الحالة التي أصبح الإنسان يعيش فيها مع بقية الأفراد و فقا لقوانين و
مبادئ منظمة، تتجسد في العقد الإجتماعي .
*العقد الإجتماعي
: هونظرية تقول بأن النظام الإجتماعي يقوم على اتفاق إرادي، بين مختلف
الأفراد المكونين له، حول قوانين ومبادىء ينظمون بها شؤونهم
العامة .
*الحرية الطبيعية : هي الحق الذي يملكه الفرد في أن يفعل كل ما يراه نافعا له، و يضمن بقاءه واستمراريته.
*الحرية المدنية :
هي التصرف و فقا لمبادئ العقد الإجتماعي الذي يعبر عن الحرية العامة للأفراد
.
4.حجاج النص
:
اعتمد روسو على أسلوب
المقارنة من أجل إبراز الفرق بين و ضع الإنسان في حالة الطبيعة ووضعه في حالة
الإجتماع أو المدينة. و يمكن توضيح ذلك من خلال الجدول التالي
:
حالة المدنية |
حالة الطبيعة |
- العدل ( القوانين )
- امتلاك الأدب
(الأخلاق ) - صوت الواجب - الحق - مصلحة الجماعة - المبادىء العقلية - الذكاء + نمو
القدرات العقلية + اتساع الأفق الفكري - سمو النفس و نبل
العواطف - الحرية المدنية (
العقد الإجتماعي ) |
- الوهم الفطري (
الغريزة ) - فقدان الأدب (
الأخلاق ) - المحرك الجسماني - الشهوة - الفردانية
- الميول الفطري - البلادة + محدودية
الفهم - شراسة الطبع و
خشونة العواطف - الحرية الطبيعية (
الحق الطبيعي ) |
هكذا يتبين مع روسو أن تأسيس المجتمع جاء نتيجة اتفاق بين الأفراد و تعاقدهم على قوانين و قواعد منظمة لحياتهم الإجتماعية، و قادرة على تحقيق الأمن و الإستقرار الذّي افتقده الإنسان حينما خرج من حالة الطبيعة، كحالة خير و سلام و حرية، إلى حالة أخرى تميزت بالفوضى و الصراع و الشر . و لكن مع ذلك يسجل روسو مجموعة من المزايا التي اكتسبها الإنسان في حال المدنية و كانت تعوزه من قبل، مثل اكتسابه لمعارف متنوعة، و تشريعه لقوانين أخلاقية و سياسية منظمة، و حلول العقل في حياته محل الشهوة و الميولات الغريزية .
:◄تحليل نص ابن
خلدون: (ص47 في رحاب الفلسفة) ضرورة الاجتماع
البشري
1- إشكال النص:
هل أساس الاجتماع البشري اتفاقي تعاقدي أم ضروري طبيعي ؟
2- أطروحة النص:
أساس الاجتماع البشري عند ابن خلدون هو
أساس طبيعي لأن الإنسان اجتماعي بطبعه، ويحتاج إلى الآخرين من أجل تحقيق حاجياته
الأساسية في العيش.
3- حجاج النص:
اعتمد ابن خلدون في
إثبات أطروحته وتوضيحها على مجموعة من الأساليب الحجاجية:
أ- أسلوب الاستشهاد:
ويتجلى في استشهاده
بالحكماء/الفلاسفة (أفلاطون وأرسطو خصوصا) في قولهم بأن الإنسان مدني بطبعه، وذلك
لتأكيد أطروحته القائلة بأن الاجتماع البشري ضروري.
ب- أسلوب المثال:
( مثال الحنطة )
الإنسان يحتاج إلى
الغذاء من أجل بقائه، وهو لايستطيع أن يوفر لنفسه كل الحاجيات، لذلك فهو يحتاج إلى
الغير من أجل توفيرها. مثال ذلك: حاجة الإنسان إلى قوت يوم من الحنطة يتطلب طحنا
وعجنا وطبخا بواسطة آلات، هي نتاج لصناعات متعددة من حدادة ونجارة وغيرها، وهي
صناعات لا يستطيع القيام بها لوحده، فيكون بذلك محتاجا إلى الاجتماع مع غيره من
أجل تحقيقها.
ج- أسلوب المقارنة:
إذا ما قارنا بين
الإنسان والحيوانات، وجدنا هذه الأخيرة تتفوق عليه من حيث الشراسة والقدرة
الجسدية. غير أن الله وهب للإنسان العقل واليد بحيث يصنع آلات وأسلحة تمكنه من
الدفاع عن نفسه وتأكيد تفوقه. وكل ذلك يحتاج إلى التعاون بين أفراد الإنسان.
← هكذا يخلص النص إلى استنتاج أساسي، وهو القول بأن ” الاجتماع ضروري للنوع الإنساني “.
*************************
المحور2: الفرد والمجتمع:
التأطير الإشكالي للمحور:
موقف أرسطو: النص ص 50.
يعتبر المجتمع سابق
على الفرد، فالمجتمع هو الكل والفرد هو الجزء، والكل ال بد سابق على الجزء، بل إن
الكل هو الذي يحدد قيمة الجزء. لذلك يرى أرسطو أن اإلنسان حيوان سياسي / اجتماعي مدني
بطبعه، أي لديه ميل طبيعي للعيش في جماعة، وفي ذلك يتحقق له الخير األسمى أو
الكمال بحيث "إن الفرد المنعزل غير قادر على أن يكفي ذاته بذاته". وهذا
يعني أن الفرد محكوم عليه بأن ينتمي إلى المجتمع وأن يتقيد بشروطه وإلزاماته، بحكم
الضرورة الطبيعية.
إشكال النص:
ما طبيعة العلاقة بين
الفرد والمجتمع؟ هل هي علاقة انفصال وتمايز؟ أم علاقة تفاعلية/دينامية بينهما؟
ولمن الأولوية، هل هي للفرد أم للمجتمع؟
أطروحة النص:
يؤكد أرسطو أن
الإنسان كائن مدني، اجتماعي، سياسي بطبعه؟ وأعطى الأولوية للمجتمع على الفرد لأن
الكل أسبق من الجزء، وبالتالي لا يتحدد الجزء (الفرد) إلا من خلال الكل (المجتمع).
أفكار النص الأساسية:
-
الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، ولا اعتبار له خارج المجتمع.
-
الاجتماع البشري أكثر تعقيدا من القطيع الحيواني.
-
يمتلك الحيوان صوتا بخلاف الإنسان المتميز باللغة والكلام الذي يعبر به عن
أفكاره وأخلاقه ومشاعره...كأسس لنشأة الأسرة والمدينة / الدولة.
-
ترتيب حسب الأولوية والأهمية: المدينة/الأسرة/الفرد
-
تمثيل علاقة الفرد بالمجتمع بعلاقة العضو بالجسم.
-
في المجتمع يتحقق الخير والاكتمال، وخارجه تسود الفظاظة والحيوانية
-
يتميز المجتمع المدني بفضيلة العدل.
البنية الحجاجية:
العرض: قام بعرض أطروحته التي مفادها أن الإنسان اجتماعي بطبيعته، مما جعل
أرسطو يعطي أولوية للمجتمع على الفرد لأن الكل أسبق من الجزء...
المقارنة: قارن بين الإنسان والحيوان
ليؤكد أن الاجتماع البشري (الكلام، اللغة ، العواطف، العدل...) أكثر تعقيدا من
القطيع الحيواني (الصوت كتعبير عن التعاسة أو الخوف...).
الترتيب: حسب الأولوية والأهمية: المدينة، الأسرة، وأخيرا الفرد كجزء من كل.
المماثلة: كما يظهر في تشبيهه علاقة الفرد (الجزء) بالمجتمع (الكل) بعلاقة
العضو بالجسم: أولوية الكل على الجزء في كلتا الحالتين.
قيمة الأطروحة:
تكمن أهمية الأطروحة في تقديمها لأول تصور فلسفي واقعي ومتكامل لإشكالية أساس
الاجتماع البشري (إلى جانب أفلاطون طبعا). فقد أكد على مفاهيم أساسية (المدينة
/الدولة/القرية/الأسرة)، واقتصادية (الاكتفاء الذاتي...) وأخلاقية (التضامن
والتعاون...) لتأكيد أهمية الاجتماع البشري كضرورة للإنسان.
أثر أرسطو على الفلسفات الاجتماعية التي جاءت بعده إلى حدود المرحلة الحديثة
سواء في العالم الإسلامي أو الغرب المسيحي...
حدود الأطروحة:
تركيزها على الجانب الطبيعي البيولوجي كأساس للاجتماع البشري جعله يعطي أولوية
كلية للمجتمع على الفرد، وأغفل دور الفرد ككائن عاقل وفاعل في المجتمع، فالتاريخ
يتحدث عن أفراد متميزين (عباقرة وأبطال) غيروا تاريخ مجتمعاتهم؛ وهذا ما يمهد لحديثنا
عن التفاعل بين الفرد والمجتمع في المواقف اللاحقة .
موقف ماكس
ستيرنر النص ص 51 : المجتمع ضد الفرد (كتاب مباهج الفلسفة)
من هو Max Stirnier ؟ (1806-1856)
فيلسوف ألماني، يعتبر من أحد آباء الفلسفة العدمية والوجودية وما بعد الحداثة واللاسلطوية وخاصة السلطوية الفردية. العمل
الأساسي لشتيرنر هو الأنا العليا وذاتها، والتي طبعت
لأول مرة سنة 1844.
صرح شتيرنر أن الدولة هي مؤسسة غير شرعية، مما جعله
عاملاً مؤثراً في تراث اللاسلطوية؛ نظرته هي شكل مجرد للاسلطوية الفردية.
إشكال النص:
هل الفرد يحظى بالأولوية على المجتمع أم العكس؟ وما الذي يصنع
قوة الدولة وهيمنتها ؟
أطروحة النص:
يرى ماركس ستيرنر أن هناك نمطين يحددان علاقة الفرد
بالمجتمع: إما علاقة مبنية على أساس الاتفاق والاتحاد وهو ما اصطلح على تسميته
بالرابطة الاجتماعية. وإما علاقة قائمة على التسلط والتحكم وهو ما يشكل سطلة
الدولة.
يدافع ستيرنر في هذا النص عن أطروحة مفادها أن النمط
الأول باعتباره نمط مبني على الوفاق والتعاقد بين الفرد والمجتمع يشكل رابطة
اجتماعية تسمح للفرد بالمشاركة وإبراز طاقاته ومواهبه، وإبداعاته، بخلاف نمط
الدولة الذي يحد من فردية الفرد، ويجعله خاضعا لقرارات الدولة لا يحق له نقد
برامجها، أو المشاركة في وضع لبناتها. لهذا فهو يرى أن الدولة تستمد قوتها
وهيمنتها انطلاقا من خضوع الفرد لها وكذا من الاستسلام وبالتالي يدعو إلى إسقاط
جميع مؤسسات الدولة لأنها تشكل مصدرا للحد من فردانية الفرد (الحد من حريته).
البنية المفاهيمية:
وظف صاحب النص مجموعة من المفاهيم لتوضيح أطروحته
نشرحها فيما يلي:
الفرد: لغويا: تعني مفردة
الفرد:
الشيء
الذي لا ينقسم فهو جزء أحادي، بمعنى أنه يمكن أن يحقق وجوده من ذاته دون الحاجة
إلى مساعدة الآخرين أو إلى الارتباط بهم . الفرد هو المتفرد والمتميز عن الجماعة،
فنقول انفرد زيد بالأمر تفرد به، وتفرد بالأمر أي كان فيه فردا
لا
نظير له ). ففي اللغة العربية الفرد يقابل الزوج وهو ما يتناول شيئا واحدا دون
غيره، والفرد من الناس هو الرجل المنقطع النظير الذي لا مثيل له في صفاته.
اصطلاحا: تصف موسوعة لالاند الفرد على أنه الكائن
الذي يعيش بذاته ويتسم بمثل هذا التمركز وهذا التناسق الوظيفي بحيث لا يمكن تقسيمه
دون تحطيمه.
المجتمع: أعطت موسوعة لالاند الفلسفية
لمفهوم المجتمع التعريف التالي:
أ- بالمعنى الأوسع:
مجموعة في الأفراد تقوم بينهم علاقات منظمة ومصالح أو خدمات متبادلة.
ب- بمعنى أدق: مجموعة
أفراد تكون روابطها متوطدة في مؤسسات وفي الأغلب تكون مكفولة بوجود عقوبات إما
مقننة أو منتشرة تجعل الفرد يشعر بتأثير المجتمع وإكراهه.
الدولة:
أ – مجتمع منظم ، ذو
حكومة مستقلة ، ويضطلع بدور شخص معنوي ، اعتباري ، مميز تجاه المجتمعات المماثلة
الأخرى التي يقيم معها علاقات .ب – مجموعة الخدمات العامة لأمة من الأمم . بهذا
المعنى ، تقابل المقاطعة ، المحافظة ، الولاية ، الخ .
الحرية: حالة يمكن للذات فيها أن تتصرف دون إجبار أو عوائق
أو إكراهات، وفيها تتمكن الذات من تحديد غايات أفعالها وآليات الوصول إليها
باستقلالية تامة.
الفردانية: هي موقف
أخلاقي، فلسفي سياسي، أيديولوجي، يؤكد على القيمة المعنوية للفرد ويدعو إلى ممارسة
أهداف الفرد ورغباته لتكون قيمه مستقلة ومعتمداً على نفسه. كما تعتبر الفردانية أن
الدفاع عن مصالح الفرد مسألة جذرية يجب أن تتحقق فوق اعتبارات الدولة والجماعات،
في حين يعارضون أي تدخل خارجي على مصلحة الفرد من قبل المجتمع أو المؤسسات مثل
الحكومة.
البنية الجاجية:
أسلوب المقارنة:
أسلوب الدحض والتفنيد:
نص إيميل دوركايم الفرد والمجتمع أية
علاقة؟ ص 53 (مباهج الفلسفة)
إشكال النص:
ما الذي يحظى بالأولوية، هل الفرد هو الذي يحظى بالأولوية على
المجتمع، أم العكس ؟
أطروحة النص :
يدافع اميل دوركهايم عن اطروحة مؤداها ان المجتمع يحظى بالأولوية
على الفرد، وهو سابق له، فنحن نولد ونجد أمامنا مجتمعا كاملا معدا من قبل لا
نستطيع أن نغيره إذا أردنا وعلينا أن نخضع له. فالمجتمع حسب دوركايم عبارة عن كيان معنوي تنصهر
فيه ذوات الأفراد إذ يمارس عليهم نوع من الإكراه ونوع من القهر عن طريق التنشئة
الاجتماعية.
بنية النص:
1. أهمية المجتمع بالنسبة للفرد
2. نقد موقف أولئك الذين يفصلون بين الفرد والمجتمع
ويضعون تعارضا بينهما.
3. قوة المجتمع إزاء الفرد
4. تجدر الطبيعة الاجتماعية في الفرد، وعمق الصلة التي
تربطه بوجوده الاجتماعي.
البنية الحجاجية:
حجة الدحض: دحض موف أولئك الذين يفصلون بين
الفرد والمجتمع ويضعون تعارضا بينهما. "فمحال، إذن أن يكون بين الفرد
والمجتمع ذلك التعارض..."
حجة المثال: "اللغة مثلا ظاهرة
اجتماعية من الطراز الأول..."
حجة الاستدلال: "لا جدال في أن
المجتمع يتجاوزنا ويطغى علينا...."
استنتاج:
يرى دوركايم أن القاعدة الأخلاقية لا تنبثق من الفرد، ولكن
المجتمع هو أساس القيم، فالمجتمع هو الذي أنتج الفرد وليس العكس، وإذا كان العديد
منا يعتبر نفسه غير خاضع إلا لما يراه هو، فالحقيقة أن ذلك ليس إلا وهما، فهو ليس
إلا نتاجا للقوى الاجتماعية المحيطة به مثل الأسرة وعلاقات العمل...
والقواعد التي يفرضها المجتمع حسب دوركايم جبرية وملزمة، فالفرد
ليس حرا في اتباع النظام الاجتماعي أو الخروج عليه، والمجتمع وضع الجزاء لكل من
ينحرف بسلوكه عما اقتضته طبيعة الحياة الاجتماعية.
********************
تقديم:
يتأسس كل مجتمع في جوهره، على أسس وقوانين وقواعد...، تسهر على حفظ هذه الأخيرة وضمان استمراريتها مؤسسات، وفي هذا الصدد يمكننا التميز بين نوعين من المؤسسات: مؤسسات إيديولوجية "كالأسرة، المدرسة، التقاليد، الأعراف، وسائل الإعلام..." ومؤسسات زجرية "الدولة، الجيش، الشرطة..."، والغرض من هذه المؤسسات هو تدبير الشأن العام، تدبير الخلافات، ضمان السير العادي للمجتمع، وفرض السلطة المجتمعية.
إشكال المحور:
كيف يمارس المجتمع سلطته على الأفراد...؟
موقف جون لوك النص ص 54
◄إشكال النص:
هل السطلة ضرورية للاجتماع البشري؟
من أين يستمد المجتمع سلطته على الأفراد وكيف يمارس هذه السلطة عليهم؟
◄أطروحة النص:
إن المجتمع لا يمكن أن يعتبر سلطة ما لم تتأسس هذه السلطة عن إرادة عامة للأفراد، بحيث يؤسسون هيأة أو حكومة متفق عليها تعبر عن رغبة الأكثرية، وهكذا يكون المجتمع سلطة تفرض القوانين والتشريعات على الأفراد تنظيما للشأن العام للمجتمع أو الدولة، بحيث يتقيد كل فرد بالقرارات الصادرة عن الأكثرية التي أصبح لها سلطة أو صلاحية إصدار الأحكام، "إن قرار الأكثرية يعتبر بمثابة قرار المجموع، وفقا لكل من العقل والسنة الطبيعية". إذن فبالاتفاق والتعاقد يستمد المجتمع سلطة على الأفراد.
◄مفاهيم النص:
المجتمع: المجموع الذي يتم إدماج الأفراد
داخله، من خلال مؤسسات مثل الأسرة والمدرسة وغيرهما، مما ينظم علاقتهم ببعضهم
البعض، ويوجه تفكيرهم وسلوكاتهم وفق قيمه وعاداته وقوانينه.
السلطة: كل إكراه يفرض على الشخص التصرف
ضدا على إرادته، سواء كانت سلطة اللاشعور، أو سطلة المجتمع، أو سلطة الدولة
والقانون.
◄البنية الحجاجية: (تمرين: يستخرج المتعلمون الأساليب الحجاجية مع بيان
وظيفتها والمؤشرات اللغوية الدالة عليها).
موقف ماكس فيبر النص ص 56.
تحليل
النص :
يعرف
ماكس فيبر الدولة بأنها "الجماعة البشرية التي تحتكر استعمال العنف المادي
المشروع لصالحها"
لذلك
فطبيعة السلطة التي تفرضها الدولة على الأفراد الخاضعين لها : هي ذات ملمح مادي
عنيف لكنه ينبغي أن يكون مشروعا أي مقبولا من أولئك الذين سيمارس عليهم.
و
لكي تبرر هذه السلطة السياسة العنف الذي تمارسه لابد أن يكون لديها مشروعية:
◄و يميز ماكس فيبر بين
ثلاثة أنواع من المشروعية:
-
المشروعية المستندة على
سلطة العادات و التقاليد و تسمى أيضا بالمشروعية التاريخية التقليدية
-
المشروعية القائمة على
المزايا الشخصية أو ما يسمى أيضا بالمشروعية الكاريزمية
-
المشروعية المؤسسية : القائمة على
الإيمان بشرعية القانون ومرتبطة بمفهوم المجتمع الذي يقوم على التعاقد والمساواة
القانونية بين أفراده.
◄تحليل و شرح هذه
المشروعيات الثلاث :
-المشروعية
المستندة على سلطة العادات و التقاليد: و تسمى أيضا بالمشروعية
التاريخية التقليدية، و يمارسها الأب الأكبر أو شيخ القبيلة مثلا. "تستند
الهيمنة التقليدية على الإيمان المستمر بالطابع المقدس للتقاليد المحفورة في
الذاكرة والعادة المرسخة في الإنسان على احترامها" ذ عبد الواحد العلمي
(مقال بعنوان: مصادر الشرعية وأنواعها في السوسيولوجيا السياسية لماكس فيبر).
- المشروعية
القائمة على المزايا الشخصية: أو ما يسمى أيضا بالمشروعية الكاريزمية ،و
فيها يدعي صاحب السلطة امتلاكه مزايا نادرة و بطولات متميزة تجعل منه زعيما ملهما.
و يكون فيها الخاضعون يعتقدون في الفضائل البطولية أو الدينية أو الخطابية
والاستثنائية لشخص ما.و يظهرون تفان مطلق يحركه حماس و دوافع عاطفية
-المشروعية
المؤسسية : القائمة على قواعد حكم عقلانية ،و كفاءة ايجابية أساسها و
التزام السلطة و المجتمع بواجبات و حقوق محددة قانونيا ،كما أن الهيمنة
المرتبطة بهذه المشروعية تتسم بالطابع المؤسساتي القوي وكذلك بالبيروقراطية التي
هي خاصية أساسية للسلطة السياسية المبنية على العقلانية. فالقواعد العامة
واللاشخصية تأخذ مكان الامتياز والحظوة، والتوظيف السياسي يتم على أساس الكفاءة
وليس على أساس القرابة والمحسوبية و تلك هي سمة المشروعية الحديثة.
و
يرى ماكس فيبر أن هذه المشروعيات الثلاث نادرا ما تكون منفردة . كما
أنه ليس هناك اكتفاء ذاتي لشكل من الأشكال الثلاثة للشرعية.
◄قيمة النص
وحدوده:
يبرز
النص أهمية السلطة القائمة على المشروعية المؤسسية، و التي تحوز في النهاية شرعية
و قبولا من الغالبية العظمى من المجتمع لأنها قائمة على سيادة الشعب و سمو القانون،
و ليس مزايا شخصية أغلبها يكون إدعاء و كذبا .أو سلطة تقليدية مرتبطة
بالماضي قائمة على منطق الشيخ و الأبوية حيث يهيمن التقليد على التجديد ، وتكرس
السلطة الفردانية.
لكن
السؤال يبقى مطروحا: ألم تسقط المشروعية المؤسسية في نوع آخر من التسلط القائم على
ديمقراطية جزئية وأحيانا مزيفة يهيمن عليها أصحاب رؤوس الأموال و مالكي وسائل
الإعلام الذين يحركون هذا الأخطبوط العملاق من أجل قولبة البشر و تنميطهم و
"تثبيتهم في حالة القصور بصفة دائمة " (الكسيس دوطوكفيل) ،و تسهيل
التحكم فيهم بأساليب جديدة و فعالة تفرغ الديمقراطية من جوهرها كما بين ذلك ألكسيس
دوطوكفيل.
***************************
تعليقات
إرسال تعليق